Page 132 - web
P. 132

‫قراءة في كتاب‬

                                                             ‫أهم َّية الإحصاءات‬
                                                           ‫والمعلومات الأمن َّية‬

     ‫د‪ .‬علي إسماعيل‬

‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬

‫مواجهـة الجريمـة‪ ،‬ويسـتعين بهـا صنـاع السياسـة‬                             ‫التداعيـات‪ ،‬والتصـدي للأزمـات‪.‬‬                               ‫الإحصاءات (البيانات) الأمن َّية‬
‫الأمن َّية في وضع السياسات والخطط الأمن َّية للدولة‬                     ‫الفرق بين البيانات والمعلومات‬                     ‫يحاول رجال الأمن الإلمام بالتطورات الأمن َّية المحيطة‬
‫وتصميمهـا‪ ،‬وعلى المسـتوى الجـزئي تق ِّيـم الأجهـزة‬         ‫البيانـات هـي المـادة الخـام المسـجلة‪ ،‬كرمـوز‪،‬‬                 ‫بهـم‪ ،‬والربـط بني المتغريات الأمن َّيـة المختلفـة في‬
‫الأمن َّيـة والدوائـر القضائيـة والمؤسسـات العقابيـة‬       ‫أو أرقـام‪ ،‬أو جمـل‪ ،‬أو عبـارات يمكـن للإنسـان‬                  ‫محاولة لفهم المسار الأمني المتو َّقع خلال مدة زمنية‬
‫قدراتهـا وأوضاعهـا وخططهـا المسـتقبلية بنـا ًء على‬         ‫تفسريها وتحليلهـا‪ ،‬واسـتخلاص المعلومـات منهـا‬                  ‫مقبلـة‪ ،‬وتسـاعد البيانـات الإحصائيـة حـول المتغريات‬
‫تحليـل ومتابعـة المؤشـرات الأمن َّيـة التـي تعلـن‬          ‫مثـل البيانـات عـن الجريمـة (مـكان الحـادث ‪ -‬وقـت‬              ‫الاقتصاديـة والاجتماعيـة المختلفـة على تحقيـق‬
‫عنهـا الجهـات المختصـة‪ ،‬كمـا أن المؤشـرات الأمن َّيـة‬      ‫الحـادث ‪ -‬الأدوات المسـتخدمة‪ ..‬وهكـذا)‪ ،‬أمـا‬                   ‫ذلـك‪ ،‬ويجـري نشـر وإعالن تلـك البيانـات دور ًّيـا مـن‬
‫تعترب أدوات للقيـاس الـذي ُيعـد ضرور ًّيـا لصياغـة‬         ‫المعلومـات فهـي نتيجـة تجهيـز البيانـات‪ ،‬فهـي تعترب‬            ‫ِقبـل الـدول والمنظمـات‪ ،‬وتسـتخدم تلـك البيانـات‬
‫السياسـات والخطـط وتحديـد أهـداف السياسـة‬                  ‫نتائـج التفسري والتحليـل‪ ،‬حيـث تمثـل الحقائـق‬                  ‫بوصفهـا مؤشـرات أمن َّيـة للتنبـؤ بالتغريات المتو َّقعـة‬
                                                           ‫والأفكار الناتجة عن البيانات‪ ،‬أي هي تصف وتشرح‬                  ‫في مسـتوى النشـاط الأمنـي‪ ،‬سـواء أكان في مجـال‬
                     ‫الأمن َّيـة أو تقييـم نتائجهـا‪.‬‬       ‫الأوضـاع والظـروف الذاتيـة للمنظمـات الأمن َّيـة ومـا‬          ‫الإرهـاب أم المخـدرات والجريمـة بأنواعهـا‪ .‬وتعكـس‬
                      ‫أنواع البيانات الأمن َّية‬                      ‫يحيـط بهـا مـن أوضـاع محل َّيـة وعالم َّيـة‪.‬‬         ‫البيانـات الأمن َّيـة عمو ًمـا أداء المختصني في المجـال‬
                                                                                                                          ‫الأمنـي والتطـورات التـي تتصـل بمعـدلات الجريمـة‬
          ‫تنقسم البيانات من حيث خواصها إلى‪:‬‬                                 ‫أهم َّية المعلومات وفوائدها‬
‫‪ -‬بيانـات كميـة‪ ،‬وهـي البيانـات التـي تأخـذ قي ًمـا‬        ‫للمعلومـات أهم َّيـة كبرية في حياتنـا المعاصـرة‪،‬‬                                ‫والتنبـؤ بالتطـورات المسـتقبلية‪.‬‬
‫عدديـة مثـل عمـر المجـرم أو عـدد الضحايـا‪ ،‬وتتوافـر‬        ‫وبخاصـة في ظـل الثـورة المعلوماتيـة وثـورة الاتصـالات‬          ‫كمـا تـؤدي البيانـات الإحصائيـة حـول المتغريات‬
                                                           ‫التي نعيشها‪ ،‬وذلك في مختلف المجالات والأنشطة‪،‬‬                  ‫الأمن َّيـة دو ًرا كبر ًيا في وضـع الخطـط الأمن َّيـة والتنبـؤ‬
                        ‫عنهـا بيانـات إحصائيـة‪.‬‬            ‫فتنفيـذ خطـط التنميـة للدولـة يعتمـد اعتمـا ًدا كبر ًيا‬        ‫الأمنـي ومنـع الجريمـة؛ حيـث يمكـن معرفـة مؤشـر‬
‫‪ -‬بيانـات نوعيـة‪ ،‬وهـي البيانـات التـي لا تأخـذ أرقا ًمـا‬  ‫على توافـر المعلومـات ودقتهـا‪ ،‬كمـا تعترب المعلومـات‬           ‫الجريمـة وكيفيـة وضـع السـيناريوهات لمكافحتهـا‬
‫عدديـة‪ ،‬بـل تكـون على شـكل صفـات‪ ،‬مثـل‪ :‬مـكان‬              ‫هـي الأسـاس الـذي يرتكـز عليـه البحـث العلمـي‬                  ‫عـن طريقهـا‪ ،‬و ُتسـتخ َدم أسـاليب التحليـل الإحصـائي‬
‫الحـادث‪ ،‬ووقتـه‪ ،‬والمسـتوى التعليمـي والجنـس‬               ‫بمختلـف جوانبـه‪ ،‬ويعتمـد اتخـاذ القـرار المناسـب‬               ‫لتقدير جميع المؤشرات الأمن َّية لتكون حجر الأساس‬
                                                           ‫في الوقـت المناسـب على توافـر المعلومـات ودقتهـا‪،‬‬              ‫في رسـم السياسـات الأمن َّيـة‪ .‬ومـن المؤشـرات الأمن َّيـة‬
                                     ‫للمجـر م ‪.‬‬            ‫كمـا تعترب المعلومـات الدقيقـة متطل ًبـا أساسـ ًّيا مـن‬        ‫المهمـة أي ًضـا‪ :‬معـدل الجريمـة‪ ،‬والدوافـع التـي أدت‬
                ‫وتوجد ثلاثة أنواع من البيانات‪:‬‬             ‫متطلبـات الإدارة الحديثـة؛ حيـث لا يمكـن أن تكـون‬
                                                           ‫الإدارة ناجحة دون توافر معلومات دقيقة وشاملة‪.‬‬                                                    ‫إلى وقوعهـا‪.‬‬
                     ‫(أ)	 بيانات الأجهزة الأمن َّية‬        ‫بـل يمكـن القـول‪ :‬إن المعلومـات ليسـت مفيـدة في‬                ‫إن علم الإحصاء يمثل الأرضية الصلبة لصنع القرار‪،‬‬
‫	 وتمثل الجرائم التي جرى إبلاغ أجهزة الشرطة‬                ‫خدمـة الأمـن المحيل فحسـب‪ ،‬وإنمـا مفيـدة كذلـك في‬              ‫والتنبـؤ بالوضـع المتو َّقـع أن تكـون عليـه الظواهـر‬
‫عنها أو التي اك ُت ِشفت‪ ،‬وتضم‪ :‬جرائم النفس‪،‬‬                                                                               ‫والمشـكلات محـل الاهتمـام‪ ،‬فالإحصـاء ليـس مجـرد‬
                                                              ‫الشـؤون الاجتماعيـة والسياسـية والعسـكرية‪.‬‬                  ‫عـ ِّد بيانـات أو جدولـة إحصـاءات أو رصـد تغ ُّري في‬
     ‫وجرائـم المخـدرات‪ ،‬والاحتيـال‪ ،‬وغيرهـا‪.‬‬                           ‫دور البيانات والمعلومات الأمن َّية‬                 ‫نسـب‪ ،‬وإنمـا لهـذا العلـم آفـاق كثرية‪ ،‬واسـتخدامات‬
                    ‫(ب 	) بيانات الدوائر القضائية‬                                                                         ‫متنوعـة‪ ،‬يمكـن أن تعـزز القـدرات الأمن َّيـة على فهـم‬
                                                           ‫ُتسـتخدم البيانـات والمعلومـات الأمن َّيـة دور ًّيـا لمتابعـة‬  ‫المشـكلات‪ ،‬وطـرح الحلـول‪ ،‬والتدخـل المبكـر لاحتـواء‬
‫	 وتمثـل عـدد الجرائـم والقضايـا والأشـخاص‬                 ‫الأداء الأمنـي‪ ،‬وذلـك للتعـ ُّرف إلى التطـور الأمنـي في‬
‫المحالني أمـام التحقيـق والمحاكـم‪ ،‬وعـدد‬

      ‫المحكـوم عليهـم بالرباءة والإدانـة‪.‬‬
                 ‫(ج	) بيانات المؤسسات العقابية‬

‫	 وتمثل عدد المحكوم عليهم وينفذون العقوبة‪،‬‬

                                                                                                                              ‫‪130‬‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137